ذكرى أنتصار المقاومة الشعبية الباسلة ضد العدوان البرتغالي الغاشم على مدينة الشحر


✍🏻 /إبراهيم بن عتيق
ــــــــــــــــــــــــــــ
*الأربعاء* : ~28 / 2/ 2018م~
تطل علينا في هذه الأيام ذكرى لحادثة تاريخية وطنية عظيمة ، وقعت قبل ما يقارب 500 عام بمدينة الشحر ،
وسجل التاريخ لرجال هذه المدينة الباسلة أجمل العبارات والحكايات ، وسطر   بدمائهم الزكية أروع ملاحم البطوله والفذاء، للدفاع عن الدين والعرض وتربة الأوطان الغالية على قلوب الجميع  ..
فكان ولآءهم وأندفاعهم  لله أولاً ثم لدفاع عن البلد والعرض والمال من الأعداء الطامعين، ليبقى اسم الشحر رمز للمقاومة  الباسلة للأجيال القادمة مدى التاريخ  .

أنها ذكرى إنتصار المقاومة الشعبية {  المعروفة معركة  الشهداء السبعة } ضد  العدوان البرتغالي الغاشم الحاقد ، الذين جاوا الي هذه المدينة بحجج واهية وأكاذيب مزعومة ، وفي حقيقة أمرهم تدمير ونهب وسلب ثروة  هذه المدينة التي كانت آنذاك في أزهى عصور حركتها التجارية والأقتصادية بفضل موقع  مينائها الجغرافي ، فكانت نقطة تواصل تربط خطوط الملاحة البحرية التجارية بين دول بحر الخليج العربي بدول شرق أفريقيا و دول جنوب شرق أسيا وبعض دول حوض البحر المتوسط ..

فقصة معركة الشهداء السبعة  طويلة، تحكي لنا عن رجال قدوموا أرواحهم وأموالهم رخيصه لهذا الوطن المعطاء، التي  تحمل في سطورها وطياتها مدى قوة حب الأوطان في سبيل الدفاع والإستبسال ضد أي معتدي يمد يده على تراب وطننا الغالي. 

فقبل حوالي ما يقارب  خمسمائة عام تقريباً (أبان حكم الدولة الكثيرية لمدينة الشحر )وبالتحديد في سنة 1523م كما تشير كتب التاريخ تعرضت مدينة الشحر  لهجمة شرسة من قبل البرتغاليين ، حيث ظهروا البرتغاليين في ذاك الزمان  كقوة عسكرية أستعمارية تجول حوض المحيط الهندي وبحر العرب ، فسيطروا على بلدان عده في الهند وأفريقيا وبعض لبلدان العربية .

فكان ظاهر قدومهم الي الشحر  بحجج واهية  وأكاذيب باطلة، هدفهم الأساسي الذي يخفونه هو  سلب ثروتها و بنيتها الإقتصادية والتجارية. بعد ما تبين لهم قوة الصلة بين الشحر و عدن، وما قدمته وتقدمه مدينة الشحر من دعم مادي ومالي ومعنوي لمدينة عدن  لتقوية الدفاعات العسكرية من غزوا وبطش المعتدين البرتغاليين حينما حاولوا غزوها في العام ١5١7م .
فتوجهت الأنظار إلى مدينة الشحر، واتجهوا بأسطول بحري يتكون من سبع سفن حربية. فتصدى لهم  الأشاوس الأبطال، ورسمت الخطط العسكرية للدفاع عن الأرض والعرض، وتكاتف الرجال ليشكلوا صفاً واحداً أمام العدو، وقسمت المدينة إلى عدة مربعات وعين في كل مربع  قائد من أحد هؤلاء السبعة الذين كانوا يشكلون مجلس أعيان المدينة وهم :- 

🔸1- الأمير مطران بن منصور - نائب حاكم الشحر .
🔸2-الشيخ يعقوب بن صالح الحريضي - مدير مدرسة باهرون .
🔸3-الشيخ أحمد بن عبدالله بلحاج بافضل - مدير مدرسة بافضل
🔸4-الشيخ فضل بن رضوان بافضل - مدير مدرسة بابهير
🔸 5 -الشيخ أحمد بن رضوان بافضل - تاجراً
🔸6 -الشيخ حسين بن عبدالله العيدروس - تاجراً
🔸7 -الشيخ سالم بن صالح باعوين المهري - تاجراً

وفي صباح يوم الجمعة 28 من شهر فبراير عام { 1523م - 929 هجرية } شن البرتغاليون هجومهم على المدينة.. فأنطلقوا من أسطولهم الراسي بميناء الشحر عبر قوارب كبيرة تحمل عدداً كبيراً  من الرجال يحملون السلاح الناري ( البنادق الباروتية ) في بداية اختراعها في ذاك الزمان .. فيما تصدى لهم أبناء البلد بالسلاح التقليدي ( السيوف - الرماح - الفؤوس ) المعروفة آنذاك  . ودبت فيهم روح الإستماته ، وسطروا أروع الملاحم القتالية  والإستبسال  نحو الدفاع عن الوطن.

استمرت المعركة ثلاثة أيام .. وفي اليوم الثالث وبعد أن خسر العدو الكثير من الرجال والعتاد والهزائم المتتالية و المستمره عليها في أزقة وحارات المدينة، انسحب الأسطول البرتغالي من ميناء الشحر، جارين خلفهم أذيال الهزيمة النكراء، تاركين وراءهم جثث قتلاهم في أزقة وشوارع المدينة .

فقد كانت أيام عصيبة  على مدينة الشحر دفعت من رجالها وأموالها ضريبة فادحة من أجل الموازرة والتأييد والتلاحم بين المدن ( الشحر و عدن )، و في سبيل التضامن والتكاتف الأخوي لشقيق تعرض بلده وأهله لكيد المستعمرين الطغاة . 

فقد قدمت مدينة الشحر عدداً كثيراً من أبنائها الشهداء، وعلى رأسهم أولئك القادة السبعة، الذين كانوا بمثابة مستشاري حاكم الشحر في حل قضايا المدينة الصعبة. وقد سميت هذه الأحداث التاريخية  باسم ( معركة الشهداء السبعة ) .
وها نحن نقف اليوم أمام ضريح  الأبطال الأخيار، لنوجه لهم تحية الأموات الأبرار ولنقف لحظة إجلال وإكبار، بكل شرف واعتزاز ، وسكينة واحترام .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصن بن عياش من أقدم القصور التاريخية في الشحر

الحب يقع قتيلاً بين إمرأة عنيده ورجل ذو كبرياء!

حكاية اسطورة الشهداء السبعة