فن التدريب في كرة القدم
بسم الله الرحمن الرحيم
ما من عمل في هذه الحياة يقوم إلا ويكون له مدير وقائد , فالسفينة لها ربّان والمطعم له شيف والطائرة لها كابتن والشركات لها مدراء , وكل عمل له من يشرف عليه , وعلى طاقمه المكلف بتسيير أمور ذلك العمل .
ولب حديثنا هو مدرب كرة القدم أو كما يحلو للصحافة تسميته المدير الفني , فمدرب كرة القدم يقوم بعدة وظائف تحت مسمى المدير الفني كما ذكرنا آنفا , وكي يكون مدربا لكرة القدم يجب أن تتوافر فيه الكثير من الشروط والصفات وتشتمل هذه الصفات على ما يلي :
1- على مدرب كرة القدم أن يكون للفريق كأب يخاف على أولاده الذين هم لاعبي كرة القدم , فالنهاية الأكيدة هي مصلحة الجميع والمصلحة المشتركة المشتملة على تحقيق الألقاب ورفع اسم الفريق عاليا وإمتاع الجماهير الغفيرة .
2- يجب على مدرب كرة القدم أن يتحلى بقوة الشخصية والقدرة على السيطرة على غرفة الملابس وضبطها وأن يكون صاحب قرار جريء وحاسم وخصوصا في اللحظات التي تتطلب منه ذلك الأمر .
3- يجب أن يكون لدى مدرب كرة القدم حكمة في التصرف والتعامل مع أي موقف قد يحصل ويكون قادرا على إيجاد الحلول ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب .
4- أن يكون على دراية كاملة بالإمكانات المتاحة بين يديه وإستغلالها أحسن استغلال .
5- مدرب كرة القدم يجب أن يكون على اطلاع كامل بخفايا وأسرار اللعبة المكونة من خطط وتكتيكات وقوانين تخص اللعبة.
6- وبرأيي المتواضع يجب أن يتحلى المدرب بنسبة من المغامرة والمخاطرة فاللعبة تقتضي بعضا من المخاطرة أحيانا خصوصا حينما تكون أمام وضع يقال له (( ليس لدي ما أخسره )) فمثلا إما أن أدافع وأخسر , وإما أن أهاجم وأحاول وأخسر ولكن أكسب احترام الخصوم والمنافسين في اللعبة .
7- أن يكون لديه ميزة الصبر والمرونة فمدرب كرة القدم الذي يستعجل النتائج الإيجابية بدون الصبر غالبا ما تكون نهايته مأساوية وهي الاقالة .
8- أن تكون لديه القدرة على الاهتمام بالقواعد ورعاية الفئات العمرية ومحاولة تطويرهم بما يتناسب وإمكانياتهم .
9- الاطلاع الدائم على مستويات الفرق الأخرى وكل جديد في عالم الساحرة المستديرة من أحداث ونتائج تساهم في رفع الكفاءة وتعطي المزيد من المعلومات عن أمور اللعبة وخطط المنافسين .
10- أن يتخلى عن العناد والعصبية الزائدة التي تشحن اللاعبين بروح سلبية وأن يكون لديه القدرة على التفاعل وخلق جو الألفة والترابط وروح الفريق الواحد بين اللاعبين .
11- مدرب كرة القدم يجب أن يكون طبيبا نفسيا , ولا أقصد أن ينال شهادات أكاديمية في علم النفس أوالطب ولكن ما أقصده تماما أن يكون لديه القدرة على إخراج الفريق من حالات السلبية التي سيعيشها الفريق في فترة من الفترات خصوصا مع أخذنا بعين الاعتبار أن كل فريق معرض لصعود وهبوط في المستوى الفني .
12- أن يكون خلف الفريق في الأزمات وعدم محاولة الهروب من المسؤولية والمواقف التي تستدعي وقوف الجميع وتكاتفهم بجانب بعضهم .
13- أن يكون لديه نسبة تفاهم عالية مع الادارة بالفريق وأن يطلب احتياجاته أولا بأول وأن يبعتد عن الترقيع وترك الأمور والمشاكل والنقص يتراكم حتى لحظات لن يستطيع أن يعيد ترميم ما هدم .
14- السيطرة المطلقة المقرونة بترك الديكتاتورية , فالعناد على أمور لا تستحق العناد تضعف من شخصيته وتزيد الانتقادات عليه ويصبح مدرب مثير للجدل.
15- أن يكون حذق وذكي بالتعامل مع الاعلام الذي يعد من أخطر أسباب انهيار الفرق , وإبقاء الأمور الخاصة بالفريق داخل أسوار النادي وعدم السماح لها بالخروج ولا بشكل من الأشكال.
16- التنسيق مع جميع كوادر الفريق من مدربين فئات عمرية وإداريين ومعالجين ومدربي لياقة ومدربي حراس .. الخ.
17- أن يطلب الصلاحيات الكاملة وأن يبحث عن الاستقرار وأن يتم تفويض السلطات الكاملة له ليتصرف بما يتناسب ومصلحة الفريق.
18- أن لا يخرج عن سياسة النادي وثقافته وعاداته وتقاليده وأنا بالطبع لا أقصد أن لا يفرض أسلوبه الخاص ولكن دون المساس بالخطوط العريضة , إذ أن المدرب له كل الحق بفرض أسلوبه الخاص على الصعيد الفني .
وهكذا نرى أن مدرب كرة القدم يقف أمام مهنة شاقة جدا ويجب أن تتوافر فيه الكثير من الصفات السابقة الذكر حتى يكون مدربا ناجحا , وبكل تأكيد لا أقصد الصفات كلها أن تتوفر فيه , ولكن يا حبذا لو يكون ملما بأغلبها حتى يكون قادرا على قيادة الفريق إلى سكة الإنتصارات والنجاحات وحصد الألقاب .
تعليقات
إرسال تعليق