مدرسة مكارم الأخلاق من أهم المعالم التاريخية في مدينة الشحر

صدى الشحر

تعد مدرسة مكارم الأخلاق من المدارس التي لعبت دوراً مهماً في تاريخ التعليم في مدينة الشحر وأول مدرسة نظامية تأسست عام 1919م و تعد من أقدم صروح العلم بالشحر وفي منتصف الثلاثينات من القرن الماضي تم افتتاح مدرسة ثانية بالشحر حالياً بيت بوبك ثم أستأجروا بيت خلف حصن دار ناصر على الجهة الغربية من مسيال سمعون ثم إنتقلوا إلى حصن بن عيّاش المدرسة الغربية وإطلقت عليها هذه التسمية لأنها في الجهة الغربية من الشحر
مدرسة مكارم الأخلاق أول مدرسة شبه نظامية ، أنشئت عام 1919 ،كان بداية لمرحلة التعليم في الشحر، ذكريات لاتنسى لمن التحق بهذة المدرسة الحديث عن الماضي وعن الحياة الإجتماعية هو حديث ذات شجون وذكريات جميلة لاتنسى ، كان اليوم الدراسي يبدء بالطابور الصباحي لجميع الطلاب في مختلف صفوف المدرسة الواحدة بشكل منظم حيث يكون مدير المدرسة وكافة المدرسين موجودين في المقدمة بمواجهة الطابور بعد الإنتهاء يتوجه الطلاب الى الصفوف فقد كانت الفصول الدراسية كانت اشبه بما هو معروف اليوم بمعارض الصور والفنون التشكيلية والرسوم والنحث ، كل فصل دراسي كانت تتزين جدرانه بلوحات الرسم والوسائل التعليمية والخرائط وغيرها من الأعمال التي كان مربي كل صف يشرف عليها بشكل مباشر في اطار عمل تنافسي بين جميع الفصول يتم في نهاية الفصل الدراسي بإختيار الفصل الحائز على المركز الأول من قبل إدارة المدرسه التي تقوم بتكريم طلابه ومربيهم ، طبعاً هذا الجانب معدوم تماماً وتلاشى تقريبا بعد عام 1990 م ، الى جانب حصص الرياضة التي كانت تخصص لكل فصل يوم في الاسبوع كانت هناك انشطة رياضية مدرسية تقام في اطار المدرسة الواحدة تم في اطار مدارس مدينة الشحر من خلال مسابقات مختلفة ، فتقام مباريات تنافسية في كرة القدم بين الفصول الدراسية ، كما تقام مسابقة وفقا للائحة مصغرة بين الفصول في كرة القدم وكرة الطائرة وغيرها من الالعاب تتوج بمباراة نهائية يتم فيها اخراج كل طلاب الفصول لمشاهدتها وكل المدرسين ، ويقوم مدير المدرسة بتقديم الكأس للفريق الفائز وجوائز اخرى للاعبين من الطلاب ، وفي نفس الوقت كانت تقام مسابقات بين مدارس المدينة يتم فيها ايضاً التتويج للفائزين بمباراة نهائية يحضرها عموم الطلاب والمدرسين في المدينة ،

شكل المبنى رمزاً تاريخياً وتراثياً، وأصبح اليوم يرسم لأجيال اليوم، مرحلة ربما استمرت أكثر من مئة عام، يشاهد تاريخ وعراقة وبداية مراحل التعليم، والرواد الأوائل ممن صنعوا الحضارة وعلموا أجيالاً عدة، حيث كانوا في البداية طلاباً في هذا المبنى ثم أصبحوا معلمين فيه، يعلمون الأجيال التي أتت بعدهم كل معارف العلم من فقه وقرآن ورياضيات وتاريخ وجغرافية وغيره من المواد التعليمية، بأسلوب جديد وممنهج ومدروس، هذا المبنى العريق هو مدرسة مكارم الأخلاق التي أصبحت اليوم أحد أهم معالم الشحر التاريخية، راصداً تاريخ التعليم في الشحر بكل مراحلها القديمة والمتوسطة، فماذا عن هذه المدرسة الأسطورية التي تخرج منها الشيوخ وعلماء والوزراء و مؤرخين وكتاب وباحثين وكفاءات في مختلف مجالات الحياة يرجع تاريخ التعليم في الشحر إلى حضارات قديمة . وفي تلك الفترة الأولى كان الإنسان يطور نفسه عن طريق التعليم الذاتي، واكتساب المعرفة بالمحاكاة والاحتكاك، وفي فترة لاحقة ظهر التعليم الذي مارسه معلمون توفرت لديهم معرفة في علم من العلوم، وهكذا تطور التعليم في مدينة الشحر من النمط التقليدي البسيط إلى شكل آخر من التعليم القائم على الدروس والمقررات والأنظمة ، لذا نستطيع أن نحدد من خلال حديثنا عن التطور التاريخي للتعليم في الشحر عبر تاريخها الطويل قد مر التعليم بمرحلتين الأولى تمثلت بالفترة ما قبل التعليم النظامي وهي التعليم بواسطة الكتاتيب والثانية تمثلت بالمدارس النظامية
نوع الأول : تعليم الكتاتيب كان التعليم في الشحر قبل إنشاء المدارس يتم عن طريق المساجد والكتاتيب، حيث كانت المساجد حلقات للوعظ والأحاديث التي يعقدها علماء الدين لتعليم الناس والأطفال أصول الدين والقراءة والكتابة ومبادئ الحساب، وكانت الكتاتيب تقوم بتعليم الناس القراءة والكتابة ومبادئ الحساب على يدبعض العلماء والمشايخ،
هذا النوع من التعليم كان سائداً منذ زمن ، اعتمد تعليم الكتاتيب الى حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية إلى جانب التدريب على الكتابة والخط والإلمام بأركان الإسلام والوضوء،
وقد استمر التعليم في الكتاتيب إلى بداية ظهور التطورية
وقد ازدهرت الحلقات ودروس الذكر في الشحر منذ فترة طويلة وشهدت مدينة الشحر العديد من أروقة العلم التي قام بإحيائها علماء ومشايخ كبار وجلسوا يعلمون الطلبة، وظلت الحلقات العلمية ودروس الذكر مصدراً للعلم والفقه
النوع الثالني تعليم تطوري أو شبه نظامي التعليم الحديث النظامي بداء تطوير التعليم في عام 1967م بعد الاستقلال تأسست وزارة التربية والتعليم التي تولت مسؤولية الإشراف على التعليم في مراحله المختلفة وظل التعليم الهاجس الأكبر للدولة ، فقامت بتبني خطة مستقبلية لتطوير التعليم ، واضعة نصب أعينها تحقيق أهدافها لتصل بالتعليم إلى مستويات تتماشى مع معطيات وللحفاظ على قيم المجتمع ومبادئه، ولضمان تعزيزها لدى الأجيال الناشئ وانتشرت خلال تلك الفترة لمدارس الحكومية واستقدمت الدولة البعثات التعليمية من مختلف البلدان العربية لتساهم في تطور التعليم الحديث وهكذا شهدت خلال تلك الفترة قفزة كبيرة في مجال التعليم أدى إلى زيادة نسبة المتعلمين من بين أفراد الشعب والقضاء على الأمية، ثم حدث تطور كبير في مجالات وأنواع التعليم ومراحله.اهتمت الدولة بتثقيفهم وإعادة تأهيلهم، لكي يستطيعوا مواكبة التطور ومواجهة التحديات المحيطة بهم. فلقد قامت الدولة باعتماد برنامج شامل لمحو الامية
شكل التعليم بعد الاستقلال ، ثورة على الموروث الاجتماعي وبشكل خاص في مجال تعليم الفتاة ، وحفظ مكانتها الاجتماعية كشريك فاعل في عملية التنمية ، كما أن حملات محو الامية وتعليم الكبار احدثت طفرة ملموسة في رفع الوعي المجتمعي بين اوساط واسعة من المجتمع .وهو أول عام دراسي في سلك التعليم النظامي. ظهر في بداية التعليم الحديث أو الحكومي في ا الشحر، وكان تعليماً منظماً في مدارس وفصول ومقررات إلى جانب تقويم الطالب ومنحه شهادة دراسية في نهاية العام الدراسي وتطور التعليم النظامي تطوير التعليم وتوفير جميع احتياجاته، ليشمل الإناث والذكور الذين يتلقون تعليمهم في المدارس الحكومية مجاناً.

هنا نقول الى من هم خلف الستار والاهتمام بهذا التاريخ العريق لمدينة الشحر الى متى هذا الكسل وعدم الترميم والاهتمال لمعالم مدينة الشحر علينا أن نكون يداً واحدة لتكون مدينتنا محتضن للحضارات القديمة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصن بن عياش من أقدم القصور التاريخية في الشحر

الحب يقع قتيلاً بين إمرأة عنيده ورجل ذو كبرياء!

حكاية اسطورة الشهداء السبعة