حارة المجرف من أقدم حارات مدينة الشحر بعد حارة القرية
بقلم الأستاذ الباحث عبد الله صالح حداد
كل المدن إذ كبرت قسمت إلى أحياء و ذكرت هذه الأحياء في مكة المكرمة منذ القدم و الشحر لا تختلف عن المدن و لا تشد عن القاعدة فقد كتب الأستاذ المؤرخ *محمد عبد القادر بامطرف* في كتابه الشهير "الشهداء السبعة" قائلاً : المدينة مكونة من عدة أحياء رئيسية هي : حي القرية : جل سكانها من بحارة السفن و بنائها و عمال الشحن و التفريغ في الميناء .
حي المجرف : جل سكانها من صيادي الأسماك و سمي بالمجرف لوقوعه على أجراف الطين المطلة على الشاطئ .... ألخ .
و قال المؤرخ *محمد عبد الله باحسن* في كتابه "النفحات المسكية في أخبار الشحر المحمية" مايلي وقد اشتملت أخر الزمان على سبع حارات قائمة المباني عامرة بالأهالي فأولى حارة القرية و كانت العمارة بها سابقاً و بها سوق الخان . ثم حارة المجرف ثم حارة الرملة و هؤلاء الثلاث أقدم ما كان بها .... ألخ )
و يلاحظ أن الأستاذ با مطرف أستعمل لفظ ( حي / أحياء ) بينما أستعمل باحسن ( حارة / حارات) و ليس هناك فرق بين اللفظتين .
فالحي (جمعه أحياء) و هو ماكان فيه أحياء و المحلة التي يسكنها القوم وكذلك الجماعة من قبيلة و الأرض الحية أي الخصبة .
أما الحارة فهي التي تقاربت منازلها لكن الحافة فهي ما يحيط بالشيء : ففي حالة حافة المحضار يعني المنازل التي أحيطت بالمسجد أو الضريح و غيره .
حي المجرف : يعد من أقدم أحياء مدينة الشحر بعد حي القرية و هو القسم الساحلي للمدينة فجنوبه البحر و شماله الطريق السالك ( إسفلت) و المشهور برقيص عمرو ثم حي عقل باعوين و بغربة حي القرية أما بشرقه فتقع الساحة المعروفة بالمجف و يقع بالناحية الشرقية الشمالية ( حافة المجورة ) .
و يضم الحي المساجد التالية :-
مسجد الشيخ سعد الدين الظفاري الملقب "تاج العارفين" .
مسجد الشيخ السيد عبد الله بن علوي الحداد .
مسجد الشيخ السيد إبراهيم بن إسماعيل السقاف المشهور "مول الطار" .
مسجد الشيخ سعيد بن عمر بالحاف .
و هناك مساجد طمرت و لم تعد معروفة اماكنها مثل "مسجد السلطان" و يقال أن الجمرك _ جمرك الشحر القديم الذي أسسته دول آل بريك كان بهذا الحي أي على الساحل منه . و هناك مقابر منتشرة هنا و هناك هي من مراحل تطور المرحلة الصوفية بالمدينة مثل قبر ( بن غربان) و هو على الساحل مباشرة و قبر فاضل و قبر العمودي ، و يلاحظ ان هناك بئر كانت تستعمل من الأهالي إلى قبيل مشروع من أنابيب المياه بمدينة الشحر و قد طمرت الآن و تقع هذه البئر خلف ديار آل بريك و هم أوائل الاسرة أو النواة التي أصبحت فيما بعد دولة آل بريك التي اعلنت عن نفسها عام 1165هـ أن هذه البئر يقال لها بئر مكي.
و الجزء الشمالي من الحي المقبرة الواسعة جداً التي تتقارب مع طول الجزء الجنوبي منه و تبدأ من مقبرة عمرو تمتد شرقاً إلى مقبرة مول السقاية ثم مقبرة الشيخ سعد ثم إلى ضريح سالم بن عمر العطاس و المقبرة المجاورة له و حوله . و بهذه المقبرة "أضرحة لها حوائط أو قبب" و منها :
قبة الشيخ سعد .
قبة الشيخ السيد عبد الله الشيخ العيدروس .
قبة الحامد و هي آيلة للسقوط .
حائط الشيخ أحمد عمر با ذييب .
قبة الشيخ السيد سالم بن عمر العطاس و هي خارج المقبرة من الناحية الشرقية .
تعليقات
إرسال تعليق