“الكرمي” الملقب بالعمدة.. دليل اليمنيين الباحثين عن العلاج في أسيوط بمصر

العمدة الكرمي،ت.محمود المصري

بقلم/ محمود المصري

بشرته السمراء تجعله قريب الشبه من أهل الصعيد في محافظات قنا والأقصر وأسوان، لكنه من مكان بعيد جدًا عن هذه المحافظات التي تقع في أقصى جنوب مصر.

عمر الكرمي، 45 عامًا، أحد أبناء مدينة الشحر محافظة حضرموت اليمنية، أو كما يطلق عليه اليمنيون والمصريون هنا في محافظة أسيوط “عمدة الحضارم”، بسبب إقامته هنا منذ 8 أعوام تقريبًا.

8 أعوام في أسيوط

يقول الكرمي كنت أعمل في بلدي الشحر صياد أسماك، وقدمت لأسيوط عام 2009، مرافقًا لابنة أخي المريضة، وظللت مرافقًا لها لمدة عام كامل، وخلال هذه الفترة التي قضيتها في أسيوط، كنت أستقبل أبناء بلدي من اليمنيين بشكل عام و”الحضارمة”، أهل حضرموت بشكل خاص، وأتحرك معهم في مستشفيات أسيوط الجامعية، ولدى عيادات الأطباء الخارجية، نظرًا لخبرتي التي كونتها خلال فترة الإقامة في أسيوط، وبعد انتهاء فترة علاج بنت أخي عدت لليمن، فطلب مني فاعل خير العودة إلى أسيوط، والإقامة هناك لاستقبال المرضى اليمنيين وتقديم المساعدة لهم وإرشادهم، حتى اليمنيين المقيمين في السعودية، أنا من يرشدهم للعلاج هنا وأكون فى استقبالهم.

فاعل خير

يقيم الكرمي في أحد فنادق مدينة أسيوط، ويتكفّل فاعل الخير اليمني بنفقاته، ويقدّم المساعدة لأسرته في اليمن، فعمر يخصص كل وقته تقريبًا لمساعدة أبناء بلده والتنقّل معهم بين المستشفيات والعيادات الخارجية، لذا لن يستطيع العمل، ويزور اليمن كل 8 أشهر، للاطمئنان على أسرته، ويقضي شهرًا معهم، ثم يعود لأسيوط.

ويقول عمر عن ملامحه ولهجته القريبة من لهجة الصعيد: “قد يعتقد البعض أنني من محافظات قنا أو الأقصر أو أسوان، وعند تبادل الحديث مع أهل الصعيد، أجد أن هناك تشابه في أسماء العائلات بيننا، والمعاملة هنا طيبة، وعلاقتي طيبة بالجميع، حتى الطلاب اليمنيين والباحثين لا يبخلون بتقديم المساعدة لأشقائهم اليمنيين”.

علاقة طيبة مع أطباء أسيوط

الحصول على موعد لتوقيع الكشف الطبي في أحد عيادات أسيوط هو أمر شديد الصعوبة، قد يظل المريض في قائمة الانتظار لشهر أو أكثر، وأحيانًا يقضي عامًا كاملًا في انتظار دوره، لكن العلاقة الطيبة التي تجمع الكرمي بأطباء المدينة جعلت من هذا الأمر شيئًا ليس بالمستحيلكامل، وعن كيفية التغلب على هذة العقبة، يوضح العمدة أنه تربطة علاقة طيبة مع كل الأطباء وهم يتفهمون ظروفهم، وهو ما يجعل المعاملة يسيرة، ويبلغونه بأقرب ميعاد مناسب للحالة التى يؤد الكشف لها، ويذهب فى مواعيد المحددة.

اليمنيون يفضلون العلاج في مصر

يقول الكرمي إن الطب في اليمن يفتقر الإمكانيات، وبعض الأطباء اليمنيين ينصحون بالسفر للعلاج خارج البلاد، وينصحون بمصر، وكثير من اليمنيين يفضلون أسيوط، عن القاهرة والإسكندرية، نظرًا لكون التكلفة في الصعيد هنا أقل من العاصمة، من حيث قيمة توقيع الكشف الطبي، ونفقات الإقامة والمعيشة، إضافة إلى أن أطباء أسيوط يتمتعون بسمعة طيبة.

الأزمة اليمنية

يبلغ عدد المرضى اليمنيين الموجودين في أسيوط حاليًا، حوالي 50 مريضًا، يعاني غالبيتهم من آلام العظام، منهم من يفضل استئجار شقق للإقامة خلال فترة العلاج، ومنهم من يقيم في فنادق.

ويرى الكرمى ان الأزمة اليمنية أثرت بالسلب على عدد المرضى الذين يأتون إلى مصر للعلاج، “حضرموت وحدها كان يخرج منها 3 رحلات أسبوعية طياران للعلاج، ولكن الآن العدد أقل بكثير”.

توفير مدفن

يقول عمدة اليمنيين، إن بعض الحالات قد تتوفى هنا في أسيوط، أثناء فترة العلاج، وأن عددًا منهم دفن في أسيوط، بينما تفضّل أسر أخرى أن تدفن موتاها في اليمن، وهو الآن يبحث عن قطعة أرض لتحويلها إلى مدفن خاص باليمنيين في أسيوط.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصن بن عياش من أقدم القصور التاريخية في الشحر

الحب يقع قتيلاً بين إمرأة عنيده ورجل ذو كبرياء!

حكاية اسطورة الشهداء السبعة