لم أستطيع الوقوف بعرفات

✎ عمر سامي...

   قد يستغرب البعض من عنوان المقال وقد يراه آخر شي تافه وعنوان المقال حكاية ورواية مثيرة ، هلت العشر من شهر ذي الحجة هذه الأيام المباركه التي اقسم بها الله سبحانه وتعالى في سورة الفجر دلاله على مكانتها العظيمه وعظم الأجر فيها ، الكل  فيها يستعد للعباده كونها موسم خاص للطاعات تتضاعف فيها الحسنات فالبعض ممن من الله عليهم  بالذهاب الى بيت لله الحرام لأداء مناسك الحج ، والبعض الآخر يقول أتمنى أن أرى هذا البيت العتيق الذي لطالما حلمت بالطواف حوله ،  فهنا تبدأ قصتي بشيخاً كبير في السن فقد تجاوز الـ60 عاماً فكان يحلم كل ليلة بصلاة وأمام عينة بيت الله الحرام "الكعبة" وأداء الفرض الخامس و مناسك الحج وفي ليلة كانت مظلمة وكان البرق شديداً والامطار تعلو المكان وكانت الساعة قرابة الفجر إستيقط هذا الشيخ من نومة وجسمة ينتفض من الخوف وعينة تبكي وتفيض من الدموع هل هي فرحاً أم حزناً فإذا بهذا الشيخ يُنادي على إبنة "محمد" فنهض محمدُ مسرعاً فجلس بجانب والده ويرى عينة تفيض من الدموع فسألة ماذا بك ياأبي؟ أجابة الوالد بكل حُرقة وشوق قلبي متلهف عليك يامكة قلبي متلهف عليك يامكة فكان يكررها حتى أخد الله بصره ولم يستطيع أن يرى ، ومرت السنين وبدأ المرض يتلاشى على هذا الشيخ الكبير وفي يوماً من الايام كتب الله لهذا الرجل السفر الى مكة لأداء مناسك الحج ولكن الامر الذي لم يخطر على بال أحد في الصباح سوف يسافر هذا الرجال في مكاناً كان يحلم به منذُ أن كان في عز شبابة وفي السماء أتت القدرة ورفعت روح هذا الرجل النبيل الى باريها ، القصة لم تنتهي بعد فكان الابن حريصاً على وصية والده وتحقيق حلمة فذهب هذا الابن الى مكة  لاداة فريضة الحج عن والده فقد كان على أشراف جبل عرفات وتذكر كلام والده ففاضت عيناه من البكاء وقول "والدي لم يستطيع الوقوف بعرفات" وكان يكررها ، فماذا عسانا أن نقول فإرادة الله موجوده في كل مكان فعشرُ ذي الحجة وفضائلها والإستطاعة في زيارة بيت لله الحرام الذي ينشرح الصدر ويفتح النفس فياربُ إحفظ من كان بين أحضانك في بيتك المبارك.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصن بن عياش من أقدم القصور التاريخية في الشحر

الحب يقع قتيلاً بين إمرأة عنيده ورجل ذو كبرياء!

حكاية اسطورة الشهداء السبعة